سُئِلْتُ كَثيرًا : لِماذا نُحِبْ ؟ فَقلتُ : لأنَّا خُلِقْنا بِقلبْ ففي الحبِّ نَعرفُ مَعنى الحياةِ ونؤمنُ أنَّ للكونِ رَبْ سُئِلتُ : وكيفَ يَكونُ المُحِبْ ؟ فَقلتُ : تَراهُ على كُلِّ دَربْ .. يَذوبُ لِكُلِّ نَسيمٍ يَهُبْ ويَبكي لِبُعدٍ ، ويبكي لِقُربْ كَطفلٍ يُفتِّشُ عَن صَدرِ أُمٍّ ، وعن صَدرِ أبْ تَراهُ شَريدًا وفي كُل صَوبْ كَنهرٍ تَخلَّصَ من ضِفَّتيهِ وصَارَ بِكلِّ مَكانٍ يَصُبْ سُئلتُ كَثيرًا : وهلْ مِنْ دَليلٍ لِقلبٍ يُحبْ ؟ فَقُلتُ : الدَّليلُ ـ وما فيهِ رَيبْ ـ يَكونُ التَّغيُّرُ في كُلِّ قلبْ فَبينَ الصَّحارِي حَياةٌ تَدِبْ فَتشْدو طُيورٌ ، وتَنمو زُهورٌ على كُلِّ هُدبْ ويَخضَرُّ عُمرُكَ من بَعدِ جَدبْ ويُصبحُ قَلبُكَ واحَاتِ عِشْقٍ فَفي العيْنِ ماءٌ وفي القلبِ عُشبْ وحِينَ تَنامُ ، ومهْما تُحاوِلُ لا تَستريحُ على أيِّ جَنبْ سُئِلْتُ : وهل مِن عِلاجٍ لِصَبْ ؟ فَقُلتُ : مُحالٌ يُفيدُ عِلاجٌ لِقلبٍ أَحَبْ فليسَ لِداءٍ مَعَ العِشقِ طِبْ سُئلتُ أخيرًا : وكيفَ التَّداوي ؟ فقُلتُ بِحُزْنٍ : بِمَوتِ الحبيبِ ، ومَوتِ المُحِبْ ( الشاعر ...عبد العزيز جويدة ) |