فى أى شىء أمام الله قدعدلوا
تاريخنا القتل و الإرهاب و الدجل
من ألف عام أرى الجلاد يتبعنا
فى موكب القهر ضاع الحلم و الأجل
نبكى على أمة ماتت عزائمها
وفوق أشلائها تساقـــط العـلل
هل ينفع الدمع بعد اليوم فى وطن
من حرقة الدمع ما عادت له مقل
فى جرحنا الملح هل يشفى لنا بدن
وكيف بالملح جرح المرء يندمل
أرض توارت و أمجاد لنا اندثرت
وأنجم عن سماء العمر ترتحل
ما زال فى القلب يدمى جرح قرطبة
و مسجد فى كهوف الصمت يبتهل
فكم بكينا على أطلال قرطبــة
وقدسنا لم تزل فى العار تغتسل
فى القدس تبكى أمام الله مئذنة
ونهر دمع على المحراب ينهمـل
و كعبة تشتكى لله غربتهــــا
وتنزف الدمع فى أعتاب من رحلوا
كانوا رجالا وكانوا للورى قبسا
وجذوة من ضمير الحق تشتعل
لم يبق شىء لنا من بعد ما غربت
شمس الرجال تساوى اللص والبطل
لم يبق شىء لنا من بعد ما سقطت
كل القلاع تساوى السفح و الجبل
فى ساحة الملك أصنام مزركشة
عصابة من رماد الصبح تكتحل
وأمة فى ضلال القهر قد ركعت
محنية الرأس للسياف تمتـثل
فى كل يوم لنا جرح يطاردنـا
و قصة من مآسى الدهر تكتـمل
من ذا يصدق أن الصبح موعدنا
و كيف يأتى وقد ضاقت بنا السبل
قد كان أولى بنا صبح يعانقنا
و يحتوى أرضنا لو أنهم عدلوا
عمرى هموم و أحلام لنا سقطت
أصابها اليأس والإعياء والملل
يا أيها العمر رفقا كان لى أمل
أن يبرأ الجرح لكن خاننى الأمل
ففى خيالى شموخ عشت أنشده
صرح تغنت به أمجـادنا الأول
لكنه العار يأبى أن يفارقـــنا
و يمتطى ظهرنا أيان نرتحل
يا أيها الجرح نار أنت فى جسدى
و جرحنا العاركيف العار نحتمل
قالوا لنا أرضنا أرض مباركة
فيها الهدى والتقى و الوحى والرسل
مالى أراها وبحر الدم يغرقها
وطالع الحظ فى أرجائها زحــل
لم يبرح الدم فى يوم مشانقها
حتى المشانق قد ضاقت بمن قتلوا
يا لعنة الدم من يوما يطهرها
فالغدر فى أهلـها دين له مــلل
هــــذا جبان وهذا باع أمتــه
وكلهم فى حمـى الشيطان يبتــهل
من يوم أن فرقواأعراض أمتهم
و ثوبها الخزى والبهتان والزلل
عار على الأرض كيف الرجس ضاجعهــا
كيف استوى عندها العنين و الرجل
يا وصمة العار هزى جذع نخلتنا
يساقط القهر والإرهاب والدجل
ضاعت شعوب وزالت لنا دول
وعصبة الظلم لن تعلــو بها دول
الشاعر فاروق جويدة